وقال بعضُ نحويِّى الكوفة: إنما هو: وإذا ما أُنزِلت سورةٌ، قال بعضُهم لبعضٍ: ﴿هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ﴾؟
وقال آخرُ منهم: هذا النظرُ ليس معناه القولَ، ولكنه النظرُ الذي يَجْلِبُ الاستفهام (١)، كقول العرب: تَناظَروا أيُّهم أعلمُ. و: اجْتَمَعوا أَيُّهم أَفْقَهُ. أي: اجْتَمَعوا ليَنْظُروا. فهذا الذي يَجْلِبُ الاستفهام.
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن شُعْبَةَ، عن أبي حمزة، عن ابن عباسٍ، قال: لا تقولوا: انصَرَفْنا من الصلاة. فإن قومًا انصَرَفَوا فَصَرَفَ اللهُ قلوبَهم، ولكن قولوا: قد قَضَيْنا الصلاة.
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، عن أبي إسحاق، عن عُمَيرٍ ابن [قميمٍ التغلبيِّ](٢)، عن ابن عباسٍ، قال: لا تقولوا: انصرَفْنا من الصلاة. فإن قومًا انصَرَفوا، فصرف الله قلوبهم (٣).
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبو مُعاوية، عن الأعمش، عن أبي الضُّحَى، عن ابن عباسٍ، قال: لا تقولوا: انصَرَفْنا من الصلاةِ. فإن قومًا انصَرَفوا فصَرَفَ اللهُ قلوبَهم، ولكن قولوا: قد قَضَينا الصلاة (٤).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن
(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "بالاستفهام". (٢) في ص، ت ١، ت ٢، س: "تميم التغلبى"، وفى م، ف: "تميم الثعلبي". وهو عمير بن قميم - وقيل: تميم - التغلبى. ينظر التاريخ الكبير ٦/ ٥٣٦، والجرح والتعديل ٦/ ٣٧٨. (٣) أخرجه البخارى في تاريخه ٦/ ٥٣٧ من طريق سفيان به، وابن أبي شيبة ٢/ ٣٨٢ من طريق أبي إسحاق به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٩٣ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ. (٤) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (١٠٥٢ - تفسير)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩١٧ من طريق أبي معاوية به.