والشواهدُ مِن أشعارِ العربِ وكلامِها على أنَّ الظنَّ في معنى اليقينِ أكثرُ مِن أن تُحْصَي، وفيما ذكَرْنا لمَن وُفِّق لفهمِه كِفايةٌ.
ومنه قولُ اللهِ تعالى ذكرُه: ﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا﴾ [الكهف: ٥٣]. وبمثلِ الذى قلْنا في ذلك جاء تفسيرُ المُفَسِّرِين.
ذكرُ من قال ذلك
حَدَّثَنِي المُثَنَّى بنُ إبراهيمَ، قال: حَدَّثَنَا آدمُ، قال: حَدَّثَنَا أبو جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبى العاليةِ في قولِه: ﴿يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾. قال: الظنُّ ههنا يقينٌ (٥).
حَدَّثَنَا محمدُ بنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنَا أبو عاصمٍ، قال: حَدَّثَنَا سفيانُ، عن
(١) السراة، جمع سري، والسرى الرئيس، وهو جمع عزيز لا يكاد يوجد له نظير؛ لأنه لا يجمع فعيل على فعلة. المصباح (س ر ى). (٢) السَّرْد: اسم جامع للدروع وسائر الحلق، والمسرد: تداخل الحلق بعضها في بعض. اللسان (س ر د). (٣) الأضداد لابن الأنبارى ص ١٤، والنقائض ١/ ٥٣، ٢/ ٧٨٥. (٤) في الأصل: "تعتزوا" وفى م: "يعتزوا"، وفى ت ١، ت ٢: "تعبروا". وغير منقوطة في ص والمثبت من مصادر التخريج. (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤٩٣) من طريق آدم به.