حدثنا ابن وَكِيعِ، قال: ثنا جَرِيرٌ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾. قال: كان النسئُ رجلًا من بني كنانة، وكان ذا رأيٍ فيهم، وكان يجعَلُ سنةً المحرَّمَ صفرًا، فيُغيرون (٢) فيه، فيَغْنَمون (٣) فيه ويُصيبون، ويُحرِّمُه سنةً (٤).
قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن أبي وائل: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ الآية، وكان رجلٌ مِن بني كنانةَ يُسَمَّى النسئ، فكان يجعَلُ المحرَّمَ صفرًا، ويَسْتَحِلّ فيه الغنائم، فنَزَلَت هذه الآية (٥).
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعتُ لَيْثًا، عن مجاهد، قال: كان رجلٌ مِن بني كنانة يأتى كل عام في الموسم على حمارٍ له، فيقولُ: أَيُّها الناسُ، إنى لا أعابُ ولا أحاب (٦)، ولا مَرَدَّ لما أقولُ، إِنَّا قد حَرَّمنا المحرمَ وأَخَّرْنا صفرًا. ثم يَجِيءُ العام المقبل بعده فيقولُ مثل مقالته، ويقولُ: إنا قد حَرَّمْنا صفرًا وأَخَّرْنا المحرم. فهو قوله: ﴿لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾. قال: يعنى الأربعةَ، ﴿فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾، لتأخير هذا الشهر الحرام (٧).
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٣٧ إلى ابن مردويه بنحوه مختصرا. (٢) في م: "فيغزون". (٣) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فيعلمون". (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٩٤ من طريق جرير به. (٥) تفسير سفيان ص ١٢٦، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٩٤ بدون ذكر منصور، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٣٧ إلى ابن المنذر. (٦) في م، ت ١، س، ف: "أجاب". (٧) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٩٢ عن ليث به.