مجاهدٍ قولَه: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ﴾. قال: عهدَهم (١).
حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مفضَّلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ﴾: عهدَهم الذي عاهَدوا على الإسلامِ.
حدثنا ابن بَشَّارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمن، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن صِلَةَ، عن عَمَّار بن ياسرٍ في قوله: ﴿لَا أَيْمَانَ لَهُمْ﴾. قال: لا عهدَ لهم (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ عُبَيدٍ المُحارِبيُّ، قال: ثنا أبو الأحْوصِ، عن أبي إسحاقَ، عن صِلَةَ بن زُفَرَ، عن حُذيفةَ في قولِه: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾. قال: لا عهدَ لهم.
وأمَّا النَّكْثُ: فإن أصلَه، النَّقْضُ، يقالُ منه: نَكَثَ فلانٌ قُوَى حبلِه. إذا نَقَضها، والأيمانُ: جمعُ اليمينِ.
واختَلَفَت القرأة في قراءةِ قوله: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾. فقرأه قرأةُ الحجاز والعراقِ وغيرُهم: ﴿إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ﴾. بفَتْحِ الألفِ مِن ﴿أَيْمَانَ﴾ (٣). بمعنى: لا عُهُودَ لهم، على ما قد ذكَرنا مِن قولِ أهلِ التأويلِ فيه.
وذُكِر عن الحسن البصريِّ أنه كان يقرأُ ذلك:(إِنَّهُمْ لا إيمانَ لَهُمْ). بكَسْرِ الألفِ، بمعنى: لا إسلامَ لهم (٤).
(١) تفسير مجاهد ص ٣٦٥، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢١٤ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٢) تفسير الثورى ص ١٢٣، ١٢٤، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٦٢ من طريق عبد الرحمن بن مهدى به، وأخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٤٨ من طريق سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢١٥ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ. (٣) هي قراءة القراء العشرة عدا ابن عامر الشامي. النشر ٢/ ٢٧٨. (٤) وهي قراءة ابن عامر من السبعة. وينظر معاني القرآن للفراء ص ٤٢٥، والسبعة لابن مجاهد ٣١٢، والحجة لأبي زرعة ص ٣١٥.