حدَّثنا عبدُ الكريمِ بنُ أبي عُميرٍ، قال: ثني الوليدُ، عن أبي عمرٍو، قال: ثنى عَبْدةُ بنُ أبي لُبابةَ، عن مجاهدٍ، ولقيتُه وأَخَذ بيدى، فقال: إذا تَراءَى المتحابَّانِ في اللَّهِ، فأَخَذ أحدُهما بيدِ صاحبِه وضحِك إليه، تحاتَّت خَطاياهما كما يَتَحاتُّ ورقُ الشجرِ، قال عَبْدةُ: فقلتُ له: إن هذا لَيسيرٌ (١). قال: لا تَقُل ذلك، فإن اللَّهَ يقولُ: ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾. قال عَبْدةُ: فَعَرَفْتُ أنه أفقه مني (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ خلفٍ، قال: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسى، قال: ثنا فُضَيْلُ بنُ غَزْوانَ، قال: أَتَيْتُ أبا إسحاقَ فسلَّمتُ عليه، فقلتُ: أَتَعْرِفُني؟ فقال فُضَيْلٌ: نعم، لولا الحياءُ منك لقبَّلتك. حدَّثني أبو الأحوصِ، عن عبدِ اللَّهِ، قال: نزَلت هذه الآيةُ في المتحابِّين في اللَّهِ: ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ (٣).
حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن غُليةَ، قال: أخْبرَنا ابن عونٍ، عن عُميرِ (٤) بن إسحاقَ، قال: كنا نَتَحَدَّثُ أن أولَ ما يُرْفَعُ مِن الناس - أو قال: عن الناسِ - الألفةُ (٥).
(١) في ف: "ليسر". (٢) أخرجه ابن وهب في جامعه ١/ ٢٤٠ (١٥٩) عن الأوزاعي به، وأخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٥٦٧، وابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧٢٧، وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٢٩٧ من طريق ابن مصرف عن مجاهد بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٩٩ إلى أبى الشيخ. (٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٣٦٣)، وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (١٤)، والبزار في البحر الزخار (٢٠٧٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧٢٧، والحاكم ٢/ ٣٢٩ من طريق فضيل ابن غزوان به. (٤) في ت ٢: "عمرو". (٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٢٩ عن ابن عون به.