وقال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، عن وَرْقاءَ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا﴾ الآية: فكان أولُ ما أراه مِن ذلك نعمةً مِن نعمِه عليهم، شجَّعهم بها على عدوِّهم، و [كَفَّ بها عنهم](١) ما تُخُوِّف عليهم مِن ضعفِهم؛ لعلمِه بما فيهم (٢).
واخْتَلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ﴾؛ فقال بعضُهم: معناه: ولكنَّ اللهَ سلَّم للمؤمنين أمرَهم حتى أظْهَرهم على عدوِّهم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثنا عمى، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ﴾. يقولُ: سلَّم اللهُ لهم أمرَهم حتى أظْهَرهم على عدوِّهم (٣).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولكن اللهَ سلَّم أمرَه فيهم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، قال: ثنا معمرٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ﴾. قال: سلَّم أمرَه فيهم (٤).
(١) فى ص، ت ١، ت ٢، س: "كفها عنهم"، وفى م: "كفاهم بها". والمثبت مِن سيرة ابن هشام. (٢) سيرة ابن هشام ١/ ٦٧٣. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٥/ ١٧٠٩ عن محمد بن سعد به. (٤) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ١/ ٢٦٠ عن معمر به.