قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبد الله بن أبى جعفرٍ، عن ورقاءَ، عن ابن أبى نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ﴾. قال: كذلك أخرجك ربُّك (١).
حدَّثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ، قال: أَنزَلَ اللَّهُ في خروجِه -يعنى خروجَ النبي ﷺ إلى بدرٍ- ومجادلتهم إيَّاه، فقال: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ﴾ لطَلَبِ المشركين، ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ﴾ (٢).
و (٣) اختلف أهل العربيةِ في ذلك؛ فقال بعضُ نحويِّي الكوفيين: ذلك أمرٌ من الله لرسولِه ﷺ أن يمضىَ لأمرِه في الغنائمِ، على كُرْه من أصحابه، كما مضَى لأمره في خروجه من بيته لطلب العير (٤) وهم كارهون.
وقال آخرون منهم: معنى ذلك: يسألونك عن الأنفال مجادلةً كما جادَلوك يوم بدرٍ، فقالوا: أخرجْتنا للعير (٥)، ولم تُعلمنا قتالا فنستعدَّ له.
وقال بعضُ نحويِّى البصرةِ: يجوز أن يكونَ هذا الكافُ في ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ﴾ على قوله: ﴿أَوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾. . . ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ
(١) تفسير مجاهد ص ٣٥١، ٣٥٢ ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٥٩ (٨٨٠٣) مختصرا. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٥٩ (٨٨٠٤) من طريق أحمد بن المفضل به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٦٣ إلى أبى الشيخ. (٣) سقط من: م. (٤) في ص، ف: "الغير". (٥) في ص، ف: "للغير".