حدَّثنا المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، وحدَّثنا ابن وكيع، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داودُ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما كان يوم بدرٍ، قال رسولُ الله ﷺ:"مَنْ صَنَعَ كَذَا وَكَذَا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا". قال: فتسارع في ذلك شبَّانُ الرجالِ، وبقيت الشيوخ تحت الراياتِ، فلما كانت (١) الغنائم، جاءوا يطلبون الذي جُعِل لهم، فقالت الشيوخ: لا تسْتأثِرُوا علينا؛ فإنا كنا رِدْءًا لكم، وكنا تحتَ الرايات، ولو انكشفتم انكشفتم (٢) إلينا. فتنازَعُوا، فأنزَلَ اللَّهُ: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُل الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُول فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (٣).
حدثني إسحاق بن شاهينَ، قال: ثنا خالدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، عن داودَ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما كان يوم بدر، قال رسولُ اللَّهِ ﷺ:"مَنْ فَعَلَ كَذَا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مِن النَّفَلِ". قال: فتقدّم الفتيانُ، ولزم المشيخة الرايات فلم يبرَحوا (٤)، فلما فُتِحَ عليهم قالت المشيخةُ: كنا ردءًا لكم، فلو انهزمتم انحزتُم إلينا، لا تذهَبوا بالمغنم دونَنا. فأبى الفتيانُ، وقالوا: جعله رسول الله ﷺ لنا. فأنزل الله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُول﴾. قال: فكان ذلك خيرًا لهم، وكذلك أيضًا أطيعوني فإني أعلمُ (٥)(٦).
(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "كان". (٢) في م: "لفئتم". (٣) أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٥٦ عن عبد الأعلى به. (٤) في مصادر التخريج: "يبرحوها". (٥) بعده في مصادر التخريج: "بعاقبة هذا منكم"، وينظر شرح معاني الآثار ٣/ ٢٣٢، وعون المعبود ٣/ ٣٠. (٦) أخرجه أبو داود (٢٧٣٧)، والحاكم ٢/ ١٣١، ١٣٢، والبيهقي في سننه ٦/ ٢٩١، وفى الدلائل ٣/ ١٣٥ من طريق خالد به.