قَتَلوا المقاتِلةَ، فبلَغ ذلك رسول الله ﷺ، فاشَتدَّ عليه، ثم قال:"ما بالُ أقوام يَتَناوَلون الذُّرِّيةَ؟ " فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أليسوا أبناءَ المشركين؟ فقال:"إنَّ خيارَكم أبناءُ (١) المشركين، ألا إنَّها ليست نَسَمَةٌ تُولَدُ إِلَّا وُلِدَتْ على الفِطْرَةِ، فما تَزالُ عليها حتى يَبينَ عنها لسانُها، فأبَوَاها يُهَوِّدانها أو يُنَصِّرانِها". قال الحسنُ: لقد قال الله ذلك في كتابه، ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ (٢).
حدَّثنا عبدُ الرحمن بنُ الوليدِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ أبى طَيْبَةَ (٣)، عن سفيانَ بن (٤) سعيدٍ، عن الأَجْلَحِ، عن الضحاكِ، وعن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ اللهِ بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: " ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾. قال: أُخذوا من ظهرِه كما يُؤْخَذُ بالمُشْطِ من الرأسِ، فقال لهم: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ قالت الملائكةُ: (شهدْنا أن يَقولوا (٥) يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) "(٦).
حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ، قال: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن
(١) في م: "أولاد". (٢) أخرجه الطحاوى في المشكل (١٣٩٥) عن يونس به. وأخرجه أحمد ٢٦/ ٢٣١ (١٦٣٠٣)، والبخارى في الكبير ١/ ٤٤٥، وفى الصغير ١/ ١١٤، والطحاوى (١٣٩٤)، وابن حبان (١٣٢)، والطبراني في الكبير (٨٢٧) من طريق السرى بن يحيى به. وأخرجه معمر في جامعه (٢٠٠٩٠)، وابن أبي شيبة ١٢/ ٣٨٦، وأحمد ٢٤/ ٣٥٤، ٢٦/ ٢٢٧ (١٥٥٨٨، ١٦٢٩٩)، والدارمي ١/ ٢٢٣، والنسائي في الكبرى (٨٦١٦)، وأبو يعلى (٩٤٢)، والطحاوى (١٣٩٦، ١٣٩٧)، والطبراني في الكبير (٨٢٦، ٨٢٨ - ٨٣٥)، وفى الأوسط (١٩٨٤، ٤٩٤١)، والحاكم ٢/ ١٢٣، والبيهقي ٩/ ٧٧، ١٣٠، والحازمي في الاعتبار ص ٢١٣ من طرق عن الحسن به مطولا ومختصرا. (٣) في م: "ظبية". وينظر تهذيب الكمال ١/ ٣٥٩. (٤) في النسخ: "عن". والمثبت كما في الإسناد بعده، وسفيان بن سعيد هو الثورى. (٥) في م: "تقولوا". (٦) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٠٢ عن المصنف.