حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.
حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بن حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾: فنظرَتْ بنو إسرائيلَ إلى فرعونَ قد ردَفَهم، قالوا: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشعراء: ٦١]. قالوا [يا موسى](١) ﴿أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا﴾: كانوا يذبِّحون أبناءَنا ويَسْتَحْيون نساءَنَا ﴿وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾: اليومَ يدركُنا فرعونُ فيَقتلُنا، إنا لمُدرَكون (٢).
حدَّثني عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ، قال: ثنا إبراهيمُ، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثنا أبو سعدٍ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ، قال: أسْرَى (٣) موسى ببنى إسرائيلَ حتى هجموا على البحرِ، فالتفتُوا فإذا هم برَهَجِ دوابِّ فرعونَ، فقالوا: يا موسى، ﴿أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾، هذا البحرُ أمامَنا، وهذا فرعونُ [قد رهِقنا](٤) بمن معه. قال: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾.
وقولُه: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ﴾. يقولُ جل ثناؤُه: قال موسى لقومِه: لعلّ ربَّكم أن يُهلك عدوّكم فرعونَ وقومَه، ﴿وَيَسْتَخْلِفَكُمْ﴾. يقولُ: ويجعلَكم تخلفونهم في أرضِهم بعدَ هلاكِهم، لا تخافونَهم ولا أحدًا مِن الناسِ غيرَهم. ﴿فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾. يقولُ: فيرى ربُّكم ما تعملون بعدَهم مِن
(١) سقط من: م. (٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤١٥، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٦٩ (١٥٦٥٧) من طريق عمرو بن حماد به. (٣) في ص: "سرى"، وفى م: "سار"، وفى ت ١، ت ٢ ت، ف: "سوى". (٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف. ورهِق فلان فلانا: تبعه فقارب أن يلحقه اللسان (ر هـ ق).