فلما قال معاوية ذلك الشعرَ، غَنَّتْهم به الجرادتان. فلما سمِعَ القومُ ما غَنَّتا به قال بعضُهم لبعضٍ: يا قومُ إنما بعثَكم قومُكم يَتَعَوَّذون (١) بكم من هذا البلاءِ الذي نزَل بهم، وقد أبطأتُم عليهم، فادْخُلُوا هذا الحرمَ، واسْتَسْقوا لقومِكم. فقال مَرْثَدُ بنُ سعدِ بن عُفَيرٍ: إنكم واللهِ لا تُسْقَوْن بدُعائِكم، ولكن إن أطعتُم نبيَّكم وأَنَبتُم إليه سُقِيتم. فأظْهَر إسلامه عند ذلك، فقال لهم جُلْهُمَةُ بنُ الخيبريِّ، خالُ معاويةَ بن بكرٍ، حينَ سمِع قولَه، وعرَف أنه قد اتَّبَعَ دينَ هودٍ وآمَن به:
ثم قالُوا (٤) لمعاويةَ بن بكرٍ وأبيه بكرٍ: احْبِسَا عَنَّا مَرْثَدَ بنَ سعدٍ، فَلا يَقْدَمَنَّ معنا مكةَ، فإنه قد اتَّبَعَ دينَ هودٍ وتَرَكَ دينَنا. ثم خَرَجوا إلى مكةَ يَسْتَسْقون بها لعادٍ، فلمَّا وَلَّوا إلى (٥) مكةَ، خرج مَرْثَدُ بنُ سعدٍ مِن منزلِ معاويةَ بن بكرٍ حتى أدْرَكَهم
(١) في م: "يتغوثون". (٢) في م: "لا". (٣) في م: "والصداء مع الصمود". (٤) في س، والتاريخ: "قال". (٥) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.