حدَّثني محمدُ بنُ الحسين، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾: هؤلاء اليهودُ والنصارى. وأما قولُه: ﴿فَرَّقُوا دِينَهُمْ﴾. فيقولُ: تركوا دينَهم وكانوا شيعًا (١).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾: وذلك أن اليهودَ والنصارى اخْتَلَفوا قبل أن يُبْعَثَ محمدٌ فتفَرَّقوا، فلمَّا بُعِث محمدٌ أَنْزَل اللهُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ (٢).
حُدِّثْتُ عن الحسينِ بن الفرجِ، قال: سمِعْتُ أَبا مُعاذٍ يقولُ: أَخْبرَنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعْتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾. يعنى: اليهودَ والنصارى (٣).
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا حسينُ بنُ عليٍّ، عن شَيْبانَ عن قتادةَ:(فارقوا دينَهم). قال: هم اليهودُ والنصارى (٤).
وقال آخَرُونَ: عنى بذلك أهلَ البدعِ مِن هذه الأمة الذين اتَّبَعوا مُتَشَابِهَ القرآنِ دونَ مُحْكَمِه.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٣٠، ١٤٣١ (٨١٥٦، ٨١٦٣) من طريق أحمد بن المفضل به. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٣٠ (٨١٥٣) عن محمد بن سعد به. (٣) ينظر البحر المحيط ٤/ ٢٦٠، وتفسير ابن كثير ٣/ ٣٧٢. (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٣٠ (٨١٥٥) من طريق حسين به، بلفظ: اليهود. وفيه: فرقوا.