وقرَأ ذلك عبدُ اللهِ بن مسعودٍ كما حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا يحيى بنُ رافعٍ، عن زُهَيْرٍ، قال: ثنا أبو إسحاقَ، أن عبدُ اللهِ كان يَقْرَؤُها: ﴿فَرَّقُوا دِينَهُمْ﴾ (٥).
وعلى هذه القراءة - أعْنِى قراءةَ عبدِ اللَّهِ - قرأةُ المدينةِ والبصرةِ وعامةُ قرأةِ الكوفيين (٦). وكأن عبدُ اللهِ تأوَّل بقراءتِه ذلك كذلك أن دينَ اللهِ واحدٌ، وهو دينُ إبراهيمَ الحَنيفيةُ المسلمةُ، ففرَّق ذلك اليهودُ والنصارى، فتهوَّد قومٌ، وتنَصَّر آخَرون، فجعَلوه شِيَعًا مُتَفرقةً.
والصوابُ مِن القولِ في ذلك أن يقالَ: إنهما قراءتان معروفتان، قد قرَأَت بكلِّ
(١) في م: "بن دينار". وينظر تهذيب الكمال ٢٢/ ٣٠٢. (٢) سقط من: ت ١. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٢٩ (٨١٥٢) من طريق أبي إسحاق به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٧٣ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر. (٤) بعده في ص: قال: ثنا حسن بن علي، عن سفيان، عن قتادة: (فارقوا دينهم) "، وفى م: وقال: ثنا الحسن بن علي، عن سفيان، عن قتادة: (فارقوا دينهم) ". وسيأتي هذا الأثر على الصواب في موضعه ص ٣٢. (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٦٣ إلى عبد بن حميد. (٦) قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ﴿فَرَّقُوا﴾ مشددة، مشددة، وقرأ حمزة والكسائي (فارقوا). حجة القراءات ص ٢٧٨.