بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. قال: يَبْتَغِي له فيه، ولا يَأْخُذُ مِن ربحِه شيئًا (١).
حدَّثني يونُسُ، قال: أَخْبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. قال: التي هي أحسنُ أَن يَأْكُلَ بالمعروفِ إن افْتَقَر، وإن اسْتَغْنَى فلا يَأْكُلُ قال اللهُ: ﴿وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: ٦]. قال: وسُئِل عن الكِسْوةِ فقال: لم يَذْكُرِ اللهُ الكِسوةَ، إنما ذكَر الأكلَ (٢).
وأما قولُه: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾. فإن (٣) الأَشُدَّ جمعُ شَدٍّ، كما الأَضُرُّ جمعُ ضَرٍّ، وكما الأَشُرُّ جمعُ شَرٍّ. والشَّدُّ (٤) القُوَّةُ، وهو اسْتِحْكامُ قوةِ شبابِه وسنِّه، كما شَدُّ النهارِ ارتفاعُه وامْتِدادُه، يقالُ: أتَيْتُه شَدَّ النهارِ ومَدَّ النهارِ. وذلك حينَ امتدادِه وارتفاعِه. وكان المُفَضَّلُ فيما بلَغَنى يُنْشِدُ بيتَ عَنْتَرةَ (٥):
(١) أخرجه ابن أبي شيبة ٦/ ٣٧٩، وابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٨، ١٤١٩ (٨٠٨٣) من طريق فضيل به نحوه، وليس عند ابن أبي شيبة: سليط بن بلال. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٩ (٨٠٨٤) من طريق أصبغ عن ابن زيد به. (٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "قال". (٤) في ت ١، ف: "الشدة". (٥) شرح ديوان عنترة ص ١٢٧. (٦) اللبان الصدر، وقيل: وسطه، وقيل: ما بين الثديين، ويكون للإنسان وغيره. اللسان (ل ب ن). (٧) العظلم هنا: صبغ أحمر. اللسان (عظلم). (٨) الأضداد ص ٢٢٣، واللسان (س ح ق)، غير منسوب. (٩) الظعينة: المرأة في الهودج. اللسان (ظ ع ن). (١٠) الأنقاء جمع النقو: كل عظم ذى مخ. اللسان (ن ق و). (١١) السحوق: المرأة الطويلة. اللسان (س ح ق).