الحصادِ شيئًا (١)، ثم تَباذَروا (٢) فيه وأسْرَفوا، فقال الله: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (٣).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، قال: نزلت في ثابتِ بن قيسِ بن شَمَّاسٍ، جدَّ (٤) نخلًا فقال: لا يَأْتِينَّ اليومَ أحدٌ إلا أطْعَمْتُه. فأطْعَم حتى أمْسَى وليست له ثمرةٌ، فقال الله: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (٥).
حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ بكرٍ، عن ابن جُريجٍ، قال: قلتُ لعطاءٍ: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا﴾. يقولُ: لا تُسْرِفوا، فيما يُؤتى يومَ الحَصادِ، أم في كلِّ شيءٍ؟ قال: بلى، فى كلِّ شيءٍ يَنْهَى عن السَّرَفِ. قال: ثم عاوَدْتُه بعد حينٍ، فقلتُ: ما قولُه: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾؟ قال: يَنْهَى عن السَّرَفِ في كلِّ شيءٍ. ثم تلا: ﴿لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾ (٦)[الفرقان: ٦٧].
حدَّثنا عمرُو بنُ علىٍّ، قال: ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، قال: أخْبرَنا سفيانُ بنُ حسينٍ، عن أبي بشرٍ، قال: أطاف الناسُ بإياس بن معاوية بالكوفة، فسألوه: ما
(١) بعده فى م: "سوى الزكاة". (٢) فى ص، م، ت ١: "تباروا". (٣) بعده في م: "حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا معتمر بن سليمان، عن عاصم الأحول، عن أبي العالية: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ قال: كانوا يعطون يوم الحصاد شيئًا، ثم تسارفوا، فقال الله: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾. (٤) فى م، ف: "جذ". (٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٤٣ عن ابن جريج، وعزاه إلى المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٤٩ إلى المصنف وأبي حاتم، وينظر الناسخ والمنسوخ للنحاس ص ٤٣٠. (٦) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٧٢٦٣) عن ابن جريج به، ضمن أثر طويل، وليس فيه ذكر المعاودة.