ثم قال: ومعناها: وذلك لا مَهاهَ لذِكْرِه. وببيتِ عبدِ منافِ بن رِبْعٍ (١) الهُذليِّ (٢):
حتى إذا أسلَكوهم في قُتائِدَةٍ (٣) … شَلًّا (٤) كما تطْرُدُ الجَمّالةُ (٥) الشُّرُدا (٦)
وقال: معناه: حتى أسْلَكُوهم.
قال أبو جعفرٍ: والأمرُ في ذلك بخلافِ ما قال، وذلك أن "إذْ"(٧) حرفٌ يأتي بمعنى الجزاءِ، ويَدُلُّ على مجهولٍ من الوقتِ، وغيرُ جائزٍ إبطالُ حرفٍ كان دليلًا على معنًى [في الكلامِ](٨). إذ سواءٌ قيلُ قائلٍ: هو بمعنى البُطولِ (٩)، [وهو](٨) في الكلامِ دليلٌ على معنًى مفهومٍ. وقيلُ آخرَ في جميعِ الكلامِ الذي نطَق به دليلًا على ما أرِيدَ به: هو بمعنى البُطولِ (٩).
وليس [لما ادّعى](١٠) الذي وصَفْنا قولَه (١١) - في بيتِ الأسودِ بنِ يَعفُرَ، أن "إذا"(١٢) بمعنى البُطولِ (٩) - وجهٌ مفهومٌ، بل ذلك لو حُذِف من الكلامِ لَبَطَل المعنَى
(١) في ت ١، ت ٢: "زريع". (٢) ديوان الهذليين ٢/ ٤٢، وسيأتي ١٤/ ٩، وفي الشعراء. (٣) قتائدة: جبل بين المنصرف والروحاء. معجم ما استعجم ٣/ ١٠٤٨. (٤) شل السائق الإبل شلًّا؛ إذا طردها، والشل: الطرد. التاج (ش ل ل). (٥) في ص: "الحمالة"، والجمالة أصحاب الجمال. (٦) شرد جمع شرود من قولهم: شرد الفرس أو البعير. إذا استعصى وذهب على وجهه. التاج (ش ر د). (٧) في ر، ت ١، ت ٢: "إذا". (٨) سقط من: ص. (٩) في م: "التطول". (١٠) في م: "المدعى". (١١) في ر: "في قوله". (١٢) في ت ٢: "إذ".