حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مفضلٍ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ: ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾: فَأَساجِيعُ الأَوَّلِينَ (٢).
وكان بعضُ أهلِ العلمِ - وهو أبو عُبَيدةَ مَعْمَرُ بنُ المثنَّى - بكلامِ العربِ يقولُ (٣): الإسطارةُ لغةٌ، [ومجازُها](٤) التُّرَّهاتُ.
وكان الأخفشُ يقولُ: قال بعضُهم: واحدُه أُسْطورةٌ. وقال بعضُهم: إسْطارةٌ. قال: ولا أُراه إلا مِن الجميعِ (٥) الذي ليس له واحدٌ، نحوَ العَباديدِ (٦) والمَذَاكير والأبابيلِ. قال: وقال بعضُهم: واحدُ الأبابيلِ إبِّيلٌ. وقال بعضُهم: إِبَّوْلٌ. مثلَ عِجَّوْلٍ (٧)، ولم أَجِدِ العربَ تَعْرِفُ له واحدًا، وإنما هو مثلُ عَبادِيدَ لا واحدَ لها. وأما الشَّماطِيطُ (٨)، فإنهم يَزْعُمون أن واحدَه شِمْطاطٌ. قال: وكلُّ هذه لها واحدٌ، إلا أنه لم يُسْتَعْمَلْ ولم يُتَكَلَّم به؛ لأن هذا المثالَ لا يَكونُ إلا جميعًا (٩). قال: وسمِعْتُ العرب الفُصَحاءَ تقولُ: أَرْسَل خَيلَه أبابيلَ. تُرِيدُ جَماعاتٍ، فلا تَتَكَلَّمُ بها بواحدةٍ (١٠).
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨ إلى المصنف. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٧٦ (٧١٩٧) من طريق أحمد بن مفضل به. وهو من تمام الأثر المتقدم في ص ١٩٨. (٣) مجاز القرآن ١/ ١٨٩. (٤) في م: "الخرافات"، وفى مجاز القرآن: "ومجازها مجاز الترهات". (٥) في م: "الجمع". (٦) في م: "العبابيد" والعباديد والعبابيد: الخيل المتفرقة في ذهابها ومجيئها. اللسان (ع ب د) (٧) العجول والعجل: ولد البقرة. اللسان (ع ج ل). (٨) الشماطيط: القطع المتفرقة. اللسان (ش م ط). (٩) في م: "جمعا". (١٠) في م: "موحده".