على الجناتِ، وإنما المَعنِيُّ أشجارُها. فكأنه قال: كُلَّما رُزقوا من أشجارِ البساتينِ التي أعدَّها اللهُ للذين آمنوا وعمِلوا الصالحاتِ في جناتِه من ثمرةٍ من ثمارِها رزقًا، قالوا: هذا الذي رُزقنا من قبلُ.
ثم اخْتَلف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾؛ فقال بعضُهم: تأويلُه: هذا الذي رُزقنا مِن قبلُ (١) في الدنيا.
ذكرُ من قال ذلك
حَدَّثَنِي موسى بنُ هارونَ، قال: حَدَّثَنَا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: حَدَّثَنَا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ في خبرٍ ذكَره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابنِ عباسٍ، وعن مُرَّةَ، عن ابنِ مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحابِ النبيِّ ﷺ: ﴿قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾. قال: إنهم أُتوا بالثمرِ في الجَنَّةِ، [فلما نظَروا](٢) إليها قالوا: هذا الذي رُزقنا من قبلُ في الدنيا (٣).
وحَدَّثَنَا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: حَدَّثَنَا يزيدُ بنُ زُريعٍ، قال: حَدَّثَنَا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾: في الدنيا.
وحدَّثنا محمدُ بنُ عمرٍو، قال: حَدَّثَنَا أبو عاصمٍ، قال: حَدَّثَنَا عيسى بنُ ميمونٍ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾.
(١) بعده في ص، ر، م، ت ١، ت ٢: "هذا". (٢) في ص: "فنظروا". (٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٩٠ عن السدي به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٨ إلى المصنّف عن ابن مسعود، وناسٍ من الصحابة. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٦٦ (٢٥٧) من طريق عمرو، عن أسباط، عن السدي من قوله.