ابن عطاءٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾ قال: وفى المستَضْعَفِين (١).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال: أخبَرني عبدُ اللهِ بنُ كَثيرٍ، أنه سمِع محمدَ بنَ مسلمِ بن شهابٍ يَقُولُ: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ﴾. قال: في سبيلِ اللهِ، وفى سبيلِ المستَضْعَفين (٢).
حدَّثنا الحسنُ (٣) بن يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزاقِ، قال: حدَّثنا معمرٌ، عن الحسنِ وقتادةَ في قولِه: ﴿أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا﴾ قالا: خرَج رجلٌ (٤) من القريةِ الظالمةِ إلى القريةِ الصالحةِ، فأَدْرَكَه الموتُ في الطريقِ، فناء (٥) بصدرِه إلى القريةِ الصالحةِ، [قالا: فمَا تلافاه إلا ذلك](٦)، فاحْتَجَّتْ فيه ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابٍ، فأُمِروا أن يُقَدِّروا أقربَ القريتَين إليه، فوجَدوه أقربَ إلى القريةِ الصالحةِ بشبرٍ (٧)، وقال بعضُهم: قرَّب اللهُ إليه القريةَ الصالحةَ، فتَوَفَّتْه ملائكةُ الرحمةِ (٨).
(١) الجهاد لابن المبارك (٧٤). (٢) ينظر تفسير البغوي ٢/ ٢٥٠. (٣) في ص: "الحسين". (٤) سقط من: الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س. (٥) في الأصل وتفسير عبد الرزاق: "ناء". وناء بصدره: أي نهض. ويحتمل أنه بمعنى نأي، أي بعد. يقال: ناء ونأى بمعنًى - النهاية ٥/ ١٢٣. (٦) سقط من: م. وفى ت ١، ت ٢: "قالا: من ما تلاقاه إلا ذلك". (٧) في الأصل: "بيسير". (٨) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٦٦، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ١٠٠٣ (٥٦١٥) عن الحسن بن يحيى به.