أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ قال: تنازَع رجلٌ مِن المنافقين ورجلٌ مِن اليهودِ، فقال المنافقُ: اذْهَبْ بنا إلى كعبُ بنُ الأشرفِ. وقال اليهوديُّ: اذْهَبْ بنا إلى النبيِّ محمدٍ (١). فقال اللهُ: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾. الآية والتي تليها فيهما (٢) أيضًا.
حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾. فذكَر مثلَه، إلا أنه قال: وقال اليهوديُّ: اذْهَبْ بنا إلى محمدٍ (٣).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ بن أنسٍ في قولِه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾. إلى قولِه: ﴿ضَلَالًا بَعِيدًا﴾. قال: كان رجلان مِن أصحابِ النبيِّ ﷺ بينَهما خصومةٌ؛ أحدُهما مؤمنٌ والآخر منافقٌ، فدعاه المؤمنُ إلى النبيِّ ﷺ، ودعاه المنافقُ إلى كعبُ بنُ الأشرفِ، فأنزَل اللهُ: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ (٤).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ قولِه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ﴾. قال: تنازَع رجلٌ مِن المؤمنين
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، وبعده في هذه النسخ: "ﷺ". واليهود لا تقوله. (٢) في م: "فيهم". (٣) تفسير مجاهد ص ٢٨٥، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٩١ (٥٥٤٨)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٩ إلى المصنف.