حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: نزلت في كعبِ بن الأشرف وكفار قريشٍ، أنه (٢) قال: كفارُ قريشٍ أهدى من محمدٍ، قال ابن جُريجٍ: قِدم كعبُ بنُ الأشرف، فجاءته قريشٌ فسألته عن محمدٍ، فصغَّر أمره ويسَّره، وأخبرهم أنه ضالٌّ. قال: ثم قالوا له: نَنشُدُك الله، أنحن أهْدَى أم هو؟ فإنك قد علمت أنّا نَنحَرُ الكُومَ، ونَسقى الحجيج، ونَعْمُرُ البيتَ، ونُطعِمُ ما هَبَّت الريحُ. قال: أنتم أهْدَى (٣).
[حدَّثنا ابن بشَّار، قال: حدَّثنا ابن أبى عَدِيٍّ، قال: أنبأنا داودُ بن أبى هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، قال: لمَّا قدِم كعبِّ بن الأشرف بمكة أتوه فقالوا له: نحن أهلُ السَّقاية والسدانة، وأنت سيِّدُ أهل المدينة، فنحن خيرٌ أم هذا الصُّنبورُ المبتَّرُ من قومه، يَزْعُمُ أنه خيرٌ منا؟ قال: بل أنتم خيرٌ منه. قال: فنزلت: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ ونزلت عليه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ﴾ إلى قوله: ﴿نَصِيرًا﴾](٤).
وقال آخرون: بل هذه الصفةُ صفةُ جماعةٍ من اليهود؛ منهم (٥) حيَيُّ بنُ
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧١ إلى المصنف وعبد بن حميد عن السدي عن أبي مالك. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٦، ٩٧٧ (٥٤٥٧) من طريق إسرائيل عن السدى، عن أبي مالك، بنحوه. (٢) سقط من: م. (٣) عزاه في الدر ٢/ ١٧١، ١٧٢ إلى المصنف دون قول ابن جريج. وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٧ (٥٤٥٨) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه. (٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س. والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٣، ٩٧٤ (٥٤٤٠) - معلقا - وابن حبان (٦٥٧٢) من طريق ابن بشار به. (٥) في الأصل: "فيهم".