على النارِ، فيَجِدون الرجلَ قد أخَذَتْه النارُ إلى [قدَمَيه وإلى](١) أنصَافِ ساقَيْه وإلى ركبتَيْه وإلى حَقْوَيْه (٢)، فيُخرِجون منها بشرًا كثيرًا، ثم يَعُودون فيَتَكَلَّمون، فيقولُ: اذْهَبُوا فَمَن (٣) وجَدْتُم في قلبِه مثقالَ قيراطِ (٤) خيرٍ فأَخْرِجُوه. فيُخْرِجُون منها بشرًا كثيرًا، ثم يَعُودون فيَتَكَلَّمون [فيقولُ: اذهبوا فمَن وجدتم في قلبِه مثقالَ نصفِ قيراطِ خيرٍ فأخرجوه. فيُخْرِجون منها بشرًا كثيرًا، ثم يعودون فيتكلمون](٥)"فَلا يَزالُ يقولُ ذلك لهم حتى يقولَ: اذْهَبوا، فمَن وجَدْتُم في قلبِه مثقالَ ذرةٍ فأَخْرجوه". فكان أبو سعيدٍ إذا حدَّث بهذا الحديثِ، قال: إن لم تُصَدِّقوا فاقرءوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾. "فيقولون: ربَّنا لم نَذَرْ فيها خيرًا"(٦).
[حدَّثنا العباسُ بنُ الوليدِ، قال: أخبرنا أبى، قال: حدَّثنا الأوزاعِيُّ، قال: حدَّثني مَن سمِع زيدَ بنَ أسلمَ يُحدِّثُ عن عطاءِ بن يَسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، عن رسولِ اللهِ ﷺ بنحوِه، إلا أنه قال:"فيقولُ اللهُ - في المرةِ الثانيةِ -: أخرجوا مَن وجدتُم في قلبِه مثقالَ دينارٍ مِن خيرٍ"، وفى الثالثةِ:"نصفِ دينارٍ"، وفى الرابعةِ:"مثقالَ حبةٍ مِن خَردَلٍ". وسائرُ الحديثِ نحوَه] (٧).
(١) سقط من: ص، م، ت ٢، ت ٣، س. (٢) الحَقو: مشد الإزار. الصحاح (ح ق و). (٣) في م، ت ٢، ت ٣، س: "لمن". (٤) في مصادر التخريج: "دينار". والقيراط: جزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عُشره في أكثر البلاد. النهاية ٤/ ٤٢. وانظر التاج (ق ر ط). (٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س. (٦) أخرجه مسلم (١٨٣/ ٣٠٣) وغيره من طريق جعفر بن عون به، وأخرجه الطيالسي (٢٢٩٣ - طبعتنا) وأحمد ١٨/ ٣٩٤ (١١٨٩٨) والبخارى (٤٥٨١) ومسلم (١٨٣/ ٣٠٢) والترمذى (٢٥٩٨) والنسائي (٥٠٢٥) وابن ماجه (٦٠) وابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٥٤ (٥٣٣١) وغيرهم من طرق عن زيد بن أسلم به، وعزاه السيوطي أيضًا في الدر المنثور ٢/ ١٦٣ إلى عبد بن حميد. (٧) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.