حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حمادٍ، قال: ثني أبو ليلى، قال: سَمِعتُ أبا حَرِيزٍ (٢) يَقُولُ: لما نزَل: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء: ١١]. قالت النساءُ: كذلك عليهم نَصِيبان من الذنوبِ، كما لهم نَصِيبان مِن الميراثِ. فأنزَل اللهُ: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ يعني: الذُّنوبَ: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ﴾ يا معشرَ النساءِ ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾ (٣).
وقال آخرون: بل مَعْنى ذلك: للرجال نصيبٌ مما اكْتَسبوا مِن ميراثِ موتاهم، وللنساءِ نصيبٌ منهم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾. يَعْنى: ما ترَك الوالِدان والأقرَبون، يَقُولُ: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ (٤).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن أبي إسحاقَ، عن عكرمةَ أو غيرِه في
(١) ذكره الواحدى فى أسباب النزول ص ١١٠، ١١١ بنحوه، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ١٤٩ إلى عبد بن حميد والمصنف. (٢) فى ص: "حرير" غير منقوطة، وفى م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "جرير". والمثبت من مصدر التخريج. ينظر تهذيب الكمال ١٤/ ٤٢٠، ١٦/ ١٩٦. (٣) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ١٤٩ إلى المصنف. (٤) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٣/ ٩٣٦ (٥٢٢٧) من طريق عبد الله بن صالح به.