ابن عباسٍ: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾. قال: يَبْتَلِيَهم (١).
حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾: فكان تَمْحِيصًا للمؤمنين، ومَحْقًا للكافرين (٢).
حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: أي: يَخْتَبِرُ الذين آمنوا حتى يُخَلِّصَهم بالبلاءِ الذي نزَل بهم، وكيف صَبْرُهم ويَقِينُهم (٣).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قولِه: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾. قال: يَمْحَقُ مَن مُحِق في الدنيا، وكان بَقِيةُ مَن يَمْحَقُ (٤) في الآخرةِ في النارِ.
وأما قولُه:(وَيَمْحَقَ الْكَفِرِينَ)، فإنه يعنى به: أنه يَنْقُصُهم ويُفْنِيهم. يقالُ منه: مَحَق فلانٌ هذا الطعامَ - إذا نَقَصه أو أفناه - يَمْحَقُه مَحْقًا. ومنه قيل لمُحاقِ القمرِ (٥): مُحاقٌ، وذلك لنقصانِه وفنائِه.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال: قال ابن عباسٍ: ﴿وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾. قال: يَنقُصُهم (٦).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٧٥ (٤٢٤٦) من طريق ابن جريج به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٧٩ إلى ابن المنذر. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣٠/ ٧٧٥ (٤٢٤٧) من طريق يزيد به. (٣) سيرة ابن هشام ٢/ ١١٠، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٧٥ (٤٢٤٥) من طريق سلمة به. (٤) في ص، ت ١، ت ٢: "يمحو". (٥) في ص، ت ٢، س: "العمر". ومحاق القمر: أن يستسرّ القمر ليلتين فلا يرى غدوة ولا عشية. ينظر اللسان (م ح ق). (٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٧٥ (٤٢٤٩) من طريق ابن جريج عن ابن عباس به.