حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السدِّىِّ: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾ الآية. يقولُ: ليس هؤلاءِ اليهودُ كمثَلِ هذه الأمةِ التى هى قائمةٌ (٢).
وقد بيَّنّا أن أوْلى القولين بالصوابِ في ذلك قولُ مَن قال: قد تمَّت القصةُ عند قولِه: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً﴾. عن إخبارِ اللَّهِ بأمرِ مؤمنى أهلِ الكتابِ وأَهلِ الكفرِ منهم، وأن قولَه: ﴿مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾. خبرٌ مبتدأٌ عن مدحِ مؤمنيهم، ووصفِهم بصفتِهم، على ما قاله ابنُ عباسٍ وقتادةُ وابنُ جريجٍ.
ويَعْنى جلَّ ثناؤه بقولِه: ﴿أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾: جماعةٌ ثابتةٌ على الحقِّ. وقد دلَّلنا على معنَى "الأمةِ" فيما مضَى، بما أغنَى عن إعادتِه (٣).
وأما القائمة"، فإن أهل التأويلِ اختلفوا فى تأويله؛ فقال بعضُهم: معناها العادلةُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾. قال: عادلةٌ (٤).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٣٧ (٤٠٠٠) من طريق ابن أبي نجيح به، وستأتي بقيته في ص ٦٩٧. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٣/ ٧٣٧ (٤٠٠١) من طريق أحمد بن المفضل به، وفيه: قانتة لله. (٣) ينظر ما تقدم في ١/ ٢٢٤. (٤) تفسير مجاهد ص ٢٥٨ ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٨٦ (١٢٢٣ - تحقيق حكمت بشير)، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ٦٥ إلى عبد بن حميد.