حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ثم تقدَّم إليهم - يعنى إلى المؤمنين من الأنصارِ - فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾: أما حقُّ تقاتِه؛ يُطاعُ فلا يُعصى، ويُذكَرُ فَلا يُنْسَى، ويُشكَرُ فلا يُكفَرُ (٢).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا حجَّاجُ بنُ المِنْهالِ، قال: ثنا همَّامٌ، عن قتادةَ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾: أن يُطاعَ فلا يُعْصَى. قال: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (٣).
وقال آخرون: بل تأويلُ ذلك كما حدثني به المثنى، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾. قال: حقُّ تقاتِه أن يجاهِد (٤) في (٥) اللَّهِ حقَّ جهادِه، ولا يَأْخُذَهم (٦) في اللَّهِ لومةُ لائمٍ، ويقوموا (٧) للَّهِ بالقسطِ ولو على [أنفسِهم وآبائِهم وأبنائِهم](٨).
(١) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٢٢ عقب الأثر (٣٩٠٨). (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٢٢ عقب الأثر (٣٩٠٨) من طريق عمرو بن حماد، عن أسباط به. (٣) أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٢٨١، ٢٨٢ من طريق شيبان عن قتادة به. (٤) في م، والدر المنثور: "يجاهدوا"، وفى ت:١: "تجاهدوا"، والمثبت موافق لما في تفسير ابن أبي حاتم والناسخ والمنسوخ، وينظر الأثر الآتي فهو نفسه. (٥) بعده في م، وتفسير ابن أبي حاتم: "سبيل". (٦) في الناسخ والمنسوخ: "تأخذكم"، وفى الدر المنثور: "تأخذهم". (٧) في الناسخ والمنسوخ: "وتقوموا". (٨) في الناسخ والمنسوخ: "آبائكم وأبنائكم"، وفى الدر المنثور: "أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم". =