جعَلتُ أرضِى بأَرْيَحَا (١) للهِ. فقال رسولُ اللهِ ﷺ:"اجعَلها في قَرابتِك". فَجَعَلها بينَ حسانَ بن ثابتٍ وأبيِّ بن كعبٍ (٢).
حدَّثنا عمرانُ بنُ موسى، قال: ثنا عبدُ الوارثِ، قال: ثنا ليثٌ، عن ميمونِ بن مِهْرَانَ، أن رجلًا سأل أبا ذرٍّ: أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: الصلاةُ عمادُ الإسلامِ، والجهادُ سَنامُ العملِ، والصدقةُ شيءٌ عَجَبٌ (٣). فقال: يا أبا ذرٍّ، لقد ترَكتَ شيئًا هو أوثَقُ عملى في نفسى لا أراك ذكَرْتَه. قال: ما هو؟ قال: الصيامُ. فقال: قُرْبةٌ، وليس هنا (٤). وتلا هذه الآيةَ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ (٥).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وَهْبٍ، قال: أخبرَنى داودُ بنُ عبدِ الرحمنِ المكيُّ، عن عبدِ اللهِ بن عبدِ الرحمنِ بن أبى حسينٍ، عن عمرِو بن دينارٍ، قال: لمَّا نزَلت هذه الآيةُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾. جاء زيْدٌ بفرسٍ له، يقالُ لها: سَبْلٌ (٦). إلى النبيِّ ﷺ، فقال: تَصَدَّق بهذه يا رسولَ اللهِ. فأعطاها
(١) كذا في النسخ، وسنن أبى داود. ويقال أيضًا: بيرحاء. بالمد والقصر، بفتح الراء وضمها، مصروف وممنوع. قال الزمخشري: هو بوزن "فَيْعَلى" من البراح، وهى الأرض الظاهرة، وهو اسم مال وموضع بالمدينة. ينظر الفائق ١/ ٩٣، ومشارق الأنوار ١/ ١١٥، ١١٦، والنهاية ١/ ١١٤، وعون المعبود ٢/ ٥٨. (٢) أخرجه أحمد ٢١/ ٤٣١ (١٤٠٣٦)، ومسلم ٤٣/ (٩٩٨)، وأبو داود (١٦٨٩)، والنسائي (٣٦٠٤)، وابن خزيمة (٢٤٦٠)، وابن حبان (٧١٨٣)، والدارقطني ٤/ ١٩١، والبيهقى ٦/ ١٦٥، ٢٨٥، وفي الشعب (٣٤٢٣)، وابن عبد البر في التمهيد ١/ ٢١٦ من طريق حماد بن سلمة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٠ إلى ابن المنذر وابن مردويه. (٣) في م: "عجيب". (٤) في ص، م، ت ١، ت ٣: "هناك". والمثبت موافق لما في الدر المنثور. (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٠ إلى المصنف. (٦) في م: "سيل". والمثبت موافق لما في كتاب الخيل لأبي عبيدة ص ١٧٩. وينظر تاج العروس (س ب ل).