لى سِتُّون، وأحْسَبُنى ميِّتًا في عامى هذا، وإنه لم تُرْزَأ امرأَةٌ من نساء العالمين بمثلِ ما رُزِئْتِ، ولا تكونى دونَ امرأة صبرًا". قالت: فبكَيتُ، ثم قال: "أَنْتِ سيدةُ نساءِ أهل الجنةِ إلا مريمَ البَتُولَ". فتُوُفِّي عامه ذلك (١).
حدَّثنى المُثَنَّى، قال: ثنا أبو الأسود، قال: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عن عَمرِو بن الحارثِ، أن أبا زيادٍ الحِمْيَرِيَّ حدَّثه أنه سمِع عمار بن سعدٍ يقولُ: قال رسولُ: اللهِ ﷺ: "فُضِّلت خديجة على نساءِ أُمَّتى، كما فُضَّلت مريم على نساء العالمين" (٢).
وبمثل الذي قلنا في معنى قوله: ﴿وَطَهَّرَكِ﴾ - أنه: وطَهَّرَ دِينَكِ مِن الدَّنَسِ والرِّيَب - قال مجاهدٌ.
حدَّثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهد في قولِ اللهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ﴾ قال: جعَلك طيبةً إيمانًا (٣).
حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى الحَجَّاجُ، عن ابن جُرَيجٍ: ﴿وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾ قال: ذلك للعالمين يومئذٍ (٤).
(١) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (٢٩٦٥، ٢٩٧٠)، والدولابي في الذرية الطاهرة (١٩٤)، والطحاوى في المشكل (١٤٦، ١٩٣٧)، والطبراني ٢٢/ ٤١٧، ٤١٨ (١٠٣١)، والبيهقي في الدلائل ٧/ ١٦٥، والخطيب في الكفاية ١/ ٣٣١، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٧/ ٤٨١ من طريق ابن غزية به. (٢) ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز ٢/ ٤١٦ عن المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٣ إلى المصنف. (٣) تفسير مجاهد ص ٢٥٢ ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٤٧ (٣٤٨٩). (٤) ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز ٢/ ٤١٥، والقرطبي في تفسيره ٤/ ٨٢.