ذُكِر لنا أن نبيَّ الله ﷺ كان يقولُ:"حَسْبُكَ (١) بمريمَ بنْتِ عمرانَ، وامرأةِ فرعونَ، وخديجةَ بنتِ خُوَيْلِدٍ، وفاطمةَ بنتِ محمدٍ مِن نساء العالَمِين"(٢). قال قتادةُ: ذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ ﷺ كان يقولُ: "خيرُ نساءٍ رَكِبْنَ الإبلَ صوالحُ نساء قريشٍ؛ أحْنَاهُ على ولدٍ في صِغَرِه، وأَرْعَاه على زوجٍ في ذاتِ يدِه"(٣). قال قتادةُ: وذُكر لنا أنه كان يقولُ: "لو علمتُ أن مريمَ ركِبت الإبلَ ما فضَّلتُ عليها أحدًا".
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أَخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾. قال: كان أبو هريرةَ يُحَدِّثُ أن النبيَّ ﷺ قال: "خيرُ نساءٍ ركِبْنَ الإبلَ صالِحُ (٤) نساءِ قريشٍ؛ أحْنَاه على ولدٍ، وأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ في ذاتِ يدِه". قال أبو هريرةَ: ولم تَرْكَبُ مريُم بعيرًا قط (٥).
حُدِّثتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه قوله: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾. قال: كان ثابتٌ البُنانيُّ يُحَدِّثُ عن أنس بن مالكٍ أن رسولَ الله ﷺ قال: "خيرُ
(١) بعده في س: "من نساء الدنيا". (٢) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٢٠٩١٩)، والترمذى (٣٨٧٨)، وأحمد ٣/ ١٣٥ (١٢٤١٤) موصولًا من حديث أنس. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/ ١٧٤، وابن أبي عاصم في السنة (١٥٣٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ص ٣٨١ - تراجم النساء) موصولًا من حديث أبي هريرة. (٤) في ص، م، ت ١، ت ٢: "صلح". (٥) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٢٠، والبخارى (٣٤٣٤)، ومسلم (٢٠١/ ٢٥٢٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٧٤ (٣٤٨٨) من طريق الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعا.