وقد قيل: إِنَّ "بَشَرْتُ" لغةُ أهلِ تِهامةَ مِن كِنانةَ وغيرهم من قريشٍ، وأنهم يقولون: بَشَرْتُ فلانًا بكذا، فأنا أبشُرُه بَشْرًا. و: هل أنتَ باشِرٌ بكذا؟ ويُنشَدُ لهم البيت في ذلك (٤):
وإذا رأيتَ الباهِشِين (٥) إلى العُلا … غُبْرًا أَكُفُّهُمُ بِقاعٍ مُمْحِلِ
فَأَعِنْهُمُ وَابْشُرْ بَمَا بَشَرُوا به … وإذا هُمُ نَزَلُوا بِضَنْكٍ فَانْزِلِ
فإذا صارُوا إلى الأمر، فالكلامُ الصحيحُ من كلامِهم [بلا ألفٍ](٦) فيقالُ: ابشُرْ فلانًا بكذا. ولا يَكادُون يقولون: بشِّرْه بكذا. ولا: أبشِرْه.
وقد رُوِى عن حُمَيدِ بن قيسٍ أنه كان يقرأُ:(يُبْشِرُكَ) بضمِّ الياء، وكَسْرِ الشين وتخفيفها (٧).
(١) النسخ: "البشرى"، والمثبت من معاني القرآن للفراء ١/ ٢١٢. (٢) وهى قراءة حمزة والكسائي. السبعة لابن مجاهد ص ٢٠٦. (٣) معاني القرآن للفراء ١/ ٢١٢. (٤) البيت لعبد قيس بن خقاف البرجمى، وهو في معاني القرآن للفراء ١/ ٢١٢. والمفضليات ص ٣٨٥، والأصمعيات ص ٢٣٠. (٥) في ص، ت ١، ت ٢، س: "الناهشين". والبَهْش: المسارعة إلى أخذ الشيء. تاج العروس (ب هـ ش). (٦) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "بالألف". (٧) مختصر الشواذ لابن خالويه ص ٢٦.