منه الظاهرُ مِن مَنْطِقِها، ولا سِيَّما إن كانت تلك الكلمةُ التي حُذِفَت قولًا أو بتأويلِ (١) قولٍ، كما قال الشاعرُ (٢):
وأعْلَمُ أنني سأكونُ (٣) رَمْسًا (٤) … إذا سار النَّواعِجُ (٥) لا يَسِيرُ
فقال السائلون (٦)[لِمَن حفَرْتُم](٧) … فقال المُخْبِرون (٨) لهم وَزيرُ
قال أبو جعفرٍ: يُرِيدُ بذلك: فقال المُخْبِرون (٨) لهم: الميتُ وزيرٌ. فأسْقَط الميتَ، إذ كان قد أتَى مِن الكلامِ بما يَدُلُّ على ذلك. وكذلك قولُ الآخرِ (٩):
[ورأيْتِ زوْجَكِ في الوَغَى](١٠) … مُتَقَلِّدًا سيفًا ورُمْحَا
(١) في م: "تأويل". (٢) سيأتي البيتان في تفسير الآية ٨٧ من سورة "المؤمنون"، ونسبهما لبعض بني عامر، وكذلك في معاني القرآن للفراء ١/ ١٧٠، وهما في البيان والتبيين ٣/ ١٨٤ منسوبان للوزيري. (٣) في م: "لا أكون". (٤) الرمس: القبر إذا كان مستويا مع وجه الأرض. تاج العروس (ر م س). وفي البيان والتبيين: * وأعلم أنني سأصير ميتا * (٥) في ص: "النوائح"، وفي معاني القرآن، والبيان والتبيين: "النواجع". والنواعج من الإبل: السراع، وقد نعجت الإبل في سيرها، بالفتح: أسرعت. اللسان (ن ع ج). (٦) في ص، ومعاني القرآن: "السائرون". (٧) في البيان والتبيين: "من المسجى". (٨) في ر: "المجمرون". (٩) البيت في تأويل مشكل القرآن ص ١٦٥، ومعاني القرآن للفراء ٣/ ١٢٣، والكامل ١/ ٣٣٤، ٣٧١، ٢/ ٢٧٥ ونسبه في نسخة منه لعبد اللَّه بن الزبعري. (١٠) في معاني القرآن: * ولقيت زوجك في الوغى * وفي الكامل: * يا ليت زوجك قد غدا *