حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾. قال: هذا مَثلُهم يومَ القيامةِ، لا يقُومُون يومَ القيامةِ مع الناسِ، إلَّا كما يَقومُ الذي يُخْنقُ مع الناسِ، يقومُ (٤) يومَ القيامةِ كأنه خُنِقَ، كأنه مَجنونٌ.
ومعْنى قولِه: ﴿يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾: يَتَخَبَّلُه مِن مَسَّهِ إِيَّاه. يقالُ منه: قد مُسَّ الرجلُ [وأُلِيسَ](٥) وأُلِقَ، فهو مَمسوسٌ [ومألُوسٌ](٦) ومَأْلُوقٌ. كلُّ ذلك إذا ألمَّ به اللَّمَمُ فجُنَّ. ومنه قولُ اللهِ ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا﴾ [الأعراف:٢٠١]، ومنه قولُ الأعشَى (٧):
وتُصْبحُ عن (٨) غِبِّ السُّرَى وكأنما … ألَمَّ بها مِن طائفِ الجنِّ أَوْلَقُ
فإن قال لنا قائلٌ: أفرأيتَ مَن عَمِلَ ما نهَى اللهُ عنه مِن الرِّبا في تجارته ولم يأكُلْه، أيَستحِقُّ هذا الوعيدَ مِن اللهِ؟
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٢) سقط من: الأصل. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٤٤ عقب الأثر (٢٨٨٩) من طريق عمرو به. (٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٥) سقط من: م. (٦) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٧) ديوانه ص ٢٢١. (٨) في الديوان: "من".