﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾؟ فقال عثمانُ: اجعلوا فيها هاءً (١).
[وحدَّثنا أحمدُ بنُ يوسفَ](٢)، عن القاسمِ، وحدَّثنا محمدُ بنُ محمدٍ العطارُ، قالا: ثنا ابن مهديٍّ، عن ابن المباركِ، قال: ثنِي أبو وائلٍ؛ شيخٌ مِن أهلِ اليمنِ، عن هانِئ البربريِّ، قال: كنتُ عندَ عثمانَ وهم يَعْرِضون المصاحفَ، فأرْسَلَني بكَتِفِ شاةٍ إلى أبيِّ بن كَعْبٍ، فيها:(لم يتسنّ). و (فأمْهلِ الكافرين). و (لا تَبْدِيلَ للخلقِ). قال: فدَعا بالدواةِ، فمحَا إحدَى اللامَين، وكتَب ﴿لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٠]. ومحا (فأمهِلْ)، وكتَب ﴿فَمَهِّلِ﴾ [الطارق: ١٧]. وكتب: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾. ألْحَق فيها الهاءَ (٣).
ولو كان ذلك مِن "تسنَّى" أو "تسنَّن"، لَما ألْحَق فيه أبيٌّ هاءً، [ولا موضعَ للهاءِ فيه](٤)، ولا أمَر عثمانُ بإلحاقِها فيه (٥).
وقد رُوِىَ عن زيدِ بن ثابتٍ في ذلك نحوُ الذي رُوِى فيه (٦) عن أُبيِّ بن كعبٍ (٧).
(١) فضائل القرآن لأبي عبيد ص ١٥٩. (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "حدثت". (٣) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ١٥٩، وأخرجه ابن راهويه - كما في المطالب العالية ٨/ ٢٦١ - من طريق أبي وائل به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٣٣ إلى عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف. (٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "لا موضع فيه". (٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "فيها". (٦) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "كعب". (٧) أخرجه ابن راهويه - كما في المطالب العالية ٨/ ٢٦١ - ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٣٣ إلى ابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف.