بانَت وقد أسْأَرَت في النفسِ حاجتَها … بعدَ ائْتِلافٍ وخيرُ الوُدِّ ما نفَعا
وأما الآيةُ مِن آيِ (١) القرآنِ فإنها تَحْتَمِلُ وجهَيْن في كلامِ العربِ؛
أحدُهما: أن تكون سُمِّيت آيةً؛ لأنها علامةٌ يُعْرَفُ بها تمامُ ما قبلَها وابتداؤُها، كالآيةِ التي تكونُ دَلالةً على الشيءِ يُسْتَدَلُّ بها عليه، كقولِ الشاعرِ (٢):
ألِكْني إليها عَمْرَك اللهَ يا فَتَى … بآيةِ ما جاءَت إلينا تَهادَيا (٣)
والآخرُ منهما: القِصَّةُ، كما قال كعبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أبي سُلْمَى (٥):
ألا أبْلِغا (٦) هذا المُعَرِّضَ آيَةً (٧) … أيَقْظانَ قال القولَ إذ قال أم حَلَمْ
يعني بقولِه: آيةً: رسالةً مني وخبرًا عني. فيكونُ معنى الآياتِ القِصَصَ، قصةٌ تَتْلُو قصةً، بفُصولٍ ووُصولٍ.
(١) سقط من: م. (٢) هو سحيم عبد بني الحسحاس، والبيت في ديوانه ص ١٩. (٣) التهادي: المشي في تمايل وسكون. اللسان (هـ د ى). (٤) في م: "أي". (٥) ديوانه ص ٦٤. (٦) في م: "بلغا". (٧) في الديوان: "أنه". وورد على الصواب في طبقات فحول الشعراء ١/ ١٠٦. وقال الشيخ محمود شاكر: والآية بمعنى الرسالة لم تذكره كتب اللغة، ولكن شواهده لا تعد كثرة. ثم ساق الشواهد على ذلك من الشعر. وينظر تفسير الطبري بتحقيقه.