وأما المثَاني، فإنها ما ثنَّى المئين فتلاها، فكان المئون لها أوائلَ، وكان المثاني لها ثوانيَ. وقد قيل: إن المثانيَ سُمِّيَت مثانيَ؛ لتثنيةِ اللَّهِ جل ذكرُه فيها الأمثالَ والخبرَ والعبرَ. وهو قولُ ابنِ عباسٍ.
حدَّثنا بذلك أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا ابنُ يَمانٍ، عن سفيانَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عثمانَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ.
ورُوِي عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ أنه كان يقولُ: إنما سُمِّيت مثانيَ؛ لأنها ثُنِّيَت فيها الفَرائضُ والحدودُ.
حدَّثنا بذلك محمدُ بن بَشّارٍ، قال: حدثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: حدَّثنا شعبةُ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ.
وقد قال جماعةٌ يَكْثُرُ تَعْدادُهم: القرآنُ كلُّه مَثانٍ.
وقال جماعةٌ أُخَرُ (١): بل المثاني فاتحةُ الكتابِ؛ لأنها تُثَنَّى قراءتُها في كلِّ صلاةٍ.
وسنَذْكُرُ أسماءَ قائلي ذلك وعللَهم، والصوابَ مِن القولِ فيما اخْتَلَفوا فيه مِن ذلك إذا انْتَهَيْنا إلى تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر: ٨٧]. إنِ [اللَّهُ شاء](٢) ذلك.