حدَّثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: أخْبَرَنا شعبةُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، قال: سأل رجلٌ سعيدَ بنَ المسيَّبِ عن آيةٍ مِن القرآنِ، فقال: لا تَسْألْني عن (٢) القرآنِ، وسَلْ مَن يَزْعُمُ أنه لا يَخْفَى عليه شيءٌ منه. يعني عِكْرمةَ (٣).
وحدَّثنا ابنُ المُثَنَّى، قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ عامرٍ، عن شعبةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي السَّفَرِ، قال: قال الشعبيُّ: واللَّهِ ما مِن آيةٍ إلا قد سألْتُ عنها، ولكنَّها الروايةُ عن (٤) اللَّهِ تعالى (٥).
حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن صالحٍ - يعني ابنَ مسلمٍ (٦) - قال: حدَّثني رجلٌ، عن الشعبيِّ، قال: ثلاثٌ لا أقولُ فيهنَّ حتى أموتَ؛ القرآنُ، والروحُ (٧)، والرأيُ (٨).
وما أشبَه ذلك مِن الأخبارِ (٩)؟
قيل له: أما الخبرُ الذي رُوِي عن رسولِ اللَّهِ ﷺ أنه لم يكنْ يُفَسِّرُ مِن القرآنِ شيئًا إلا آيًا بعددٍ (١٠)، فإن ذلك مُصَحِّحٌ ما قلْنا مِن القولِ في البابِ الماضي قبلُ، وهو
(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ١٧ عن ابن شوذب به. (٢) بعده في م: "آية من"، وفي ت ٢: "شيء من القرآن". (٣) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ٢٢٨، وابن أبي شيبة ١٠/ ٥١١ عن محمد بن جعفر به. (٤) في ص، ت ١، ت ٢: "على". وعند ابن عساكر: "ولكنها الرواية عن الله - أو قال: على الله". (٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٢٥/ ٣٦٥ من طريق سعيد بن عامر به. وينظر تفسير ابن كثير ١/ ١٧. (٦) في ت ١: "سلم"، وفي ت ٢: "أسلم". وينظر التاريخ الكبير ٤/ ٢٩٠. (٧) في ص، ر، ت ١، ت ٢: "الزرع". (٨) في ص، ر، ت ١: "الربا"، وفي ت ٢: "الري". (٩) هذا آخر السؤال الذي بدأه المصنف في ص ٧٨. (١٠) في م: "تعد"، وفي ت ٢: "تعدد".