حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا ابنُ (١) يَمانٍ، عن أشعثَ بنِ إسحاقَ، عن جعفرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، قال: مَن قرَأ القرآنَ ثم لم يُفَسِّرْه، كان كالأعْجَمِيِّ (٢) أو: كالأعْرابيِّ.
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: ذكَر أبو بكرِ بنُ عياشٍ الأعمشَ، قال: قال أبو وائلٍ: ولِي ابنُ عباسٍ الموسمَ، فخطَبهم فقرَأ على المِنْبرِ سورةَ النورِ، واللَّهِ لو سمِعها التركُ لأسْلَموا. فقيل له: حَدِّثْنا (٣) به عن عاصمٍ. فسكَت (٤).
وحدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا ابنُ إدريسَ، قال: سمِعْتُ الأعمشَ، عن شَقيقٍ، قال: شهِدْتُ ابنَ عباسٍ وولِي الموسمَ، فقرَأ سورةَ النورِ على المنبرِ، وفسَّرها، لو سمِعَت الرومُ لأَسْلَمَت.
قال أبو جعفرٍ: وفي حثِّ (٥) اللَّهِ ﷿ عبادَه على الاعتبارِ بما في آيِ القرآنِ مِن المواعظِ والبيناتِ (٦) - بقولِه جلّ ذكرُه لنبيِّه ﷺ: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: ٢٩]. وقولِه: ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الزمر: ٢٧، ٢٨]. وما أشْبَهَ ذلك مِن آيِ القرآنِ التي أمَر اللَّهُ عبادَه وحثَّهم فيها على الاعتبارِ بأمثالِ آيِ القرآنِ والاتِّعاظِ بمَواعظِه - ما يَدُلُّ على أن عليهم معرفةَ
(١) في م: "أبو". وهو أبو زكريا يحيى بن يمان. ينظر تهذيب الكمال ٣٢/ ٥٥. (٢) في ص، ر، م: "كالأعمى". (٣) في ت ١: "حدثتنا". (٤) ينظر الإصابة ٤/ ١٤٩. (٥) في ت ٢: "حثيث". (٦) في م، ت ٢: "التبيان".