ولذلك سَمَّى بعضُ العربِ وقتَ مَجِيءِ الحيضِ قُرءًا، إذ كان دمًا يُعتادُ ظُهورُه من فرجِ المرأةِ في وقتٍ، وكُمُونُه في آخرَ، فسمِّى وقتُ مَجيئِه قُرءًا، كما سَمَّى الذين سَمَّوا وقتَ مَجِيءِ الريحِ لوقْتِها قُرءًا. ولذلك قال ﷺ لفاطمةَ بنتِ أبي حُبيشٍ:"دَعِى الصَّلاةَ أيّامَ أقْرائِكِ"(٣). بمعنى: دعِى الصلاةَ أيامَ إقبالِ دَمِ (٤) حيضِكِ.
وسَمَّى آخرون من العربِ وقتَ مَجِيءِ الطُّهرِ قُرءًا، إذْ كان وقتُ مجيئِه وقتًا لإدبارِ الدمِ دمِ الحيضِ، وإقبالِ الطُّهْرِ المعتادِ مجيئُه لوقتٍ معلومٍ، فقال في ذلك الأعشَى ميمونُ بنُ قيسٍ (٥):
(١) هو مالك بن الحارث الهذلي، والبيت في ديوان الهذليين ٣/ ٨٣. وينسبه الجمحي وأبو عبد الله إلى تأبط شرا الفهمى، يجيب به مالكا بن الحارث، ينظر شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٣٩. (٢) العقر: القصر، أو هو مكان، شليل: من بجيلة، وهو جد جرير بن عبد الله البجلي. شرح أشعار الهذليين. (٣) أخرجه أبو داود (٢٨٠)، والنسائي (٢١١)، وابن ماجه (٦٢٠) ولفظه: "إذا أتى قرؤك فلا تصلى". وينظر تلخيص الحبير ١/ ١٧٠. (٤) سقط من: م. (٥) ديوانه ص ٩١.