وقال آخَرون: بلِ اللغوُ مِن الأيْمانِ التى يَحْلِفُ بها صاحبُها فى حالِ الغضبِ على غيرِ عقدِ قلبٍ ولا عزمٍ، ولكن وُصْلةً للكلامِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ وَكيعٌ، قال: ثنا مالكُ بنُ إسماعيلَ، عن خالدٍ، عن عطاءٍ، عن وَسيمٍ (١)، عن ابنِ عباسٍ، قال: لغوُ اليمين أن تَحْلِفَ وأنت غَضْبانُ (٢).
حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا أبو حمزةَ، عن عطاءٍ، عن طاوسٍ، قال: كلُّ يمينٍ حلَف عليها رجلٌ وهو غَضْبانُ، فلا كفارةَ عليه فيها؛ قولُه: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ (٣).
وعلةُ مَن قال هذه المقالةَ ما حدَّثنى به أحمدُ بنُ منصورٍ المَرْوَزىُّ، قال: ثنا عمرُ ابنُ يونُسَ اليَمامىُّ، قال: ثنا سليمانُ بنُ أبى سليمانَ الزُّهْرىُّ، عن يحيى بنِ أبى كَثيرٍ، عن طاوسٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "لا يَمينَ فى غضبٍ"(٤).
(١) فى م: "رستم". وينظر التاريخ الكبير ٨/ ١٨١. (٢) أخرجه سعيد بن منصور فى سننه (٧٨٢ - تفسير) -ومن طريقه البيهقى ١٠/ ٤٩ - عن خالد، عن عطاء، عن وسيم عن طاوس، عن ابن عباس، وأخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ٢/ ٤١٠، ٤/ ١١٩١ (٢١٦١، ٦٧١٠) من طريق خالد، عن عطاء، عن طاوس، عن ابن عباس. وعزاه السيوطي فى الدر المنثور ١/ ٢٦٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٣) ينظر تفسير البغوى ١/ ٢٦٣. (٤) أخرجه الطبرانى فى الأوسط (٢٠٢٩) من طريق أحمد بن منصور، عن عمر بن يونس، عن سليمان، عن يحيى، عن الزهرى، عن عكرمة، عن ابن عباس، وضعفه الحافظ فى الفتح ١١/ ٥٦٥.