لَمْ يُسْرِفوا، ولم يَقْتُروا في الحَقِّ. قال: وقال مجاهدٌ: العفوُ صدقةٌ عن ظهْرِ غِنًى.
حَدَّثَنَا عمرُو بنُ عليٍّ، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ، قال: ثنا عوفٌ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾. قال: هو ألا تُجْهِدَ مالَك.
وقال آخَرون: معنى ذلك: ﴿قُلِ الْعَفْوَ﴾: خُذْ منهم ما أتَوْك به مِن شيءٍ قليلًا أو (١) كثيرًا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حَدَّثَنِي محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال؛ ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾. يقولُ: ما أتَوْك به مِن شيءٍ قليلٍ أو كثيرٍ، فاقْبَلْه منهم.
وقال آخَرون: معنى ذلك: ما طاب مِن أموالِكم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حُدِّثْتُ عن عمَّارٍ، قال: ثنا ابنُ أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ قولَه: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾. قال: يقولُ: الطيبَ منه. يقولُ: أفضلُ مالِك وأطيبَه (٢).
حُدِّثْتُ عن عمَّارِ بنِ الحسنِ، قال: ثنا ابنُ أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادةَ، قال: كان يقولُ: ﴿الْعَفْوَ﴾: الفضلَ. يقولُ: أفضلَ مالِك.
وقال آخرون: معنى ذلك: الصدقةُ المفروضةُ.
(١) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "و". (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٩٣ (٢٠٧١) من طريق ابن أبي جعفر به.