الشيبانيِّ، قالوا جميعًا في حديثِهم: عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أوْفَى قال: كنا مع النبيِّ ﷺ في مسيرٍ وهو صائمٌ، فلمَّا غَربتِ الشمسُ قال لرجلٍ:"انْزِلْ فاجْدَح (١) لي". قالوا: لو أمسيتَ يا رسولَ اللهِ. فقال:"انْزِلْ فاجْدَحْ لي". فقال الرجلُ: يا رسولَ اللهِ، لو أمسيتَ. قال:"انْزِلْ فاجْدَحْ لي" قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ علينا نهارًا. فقال له الثالثةَ، فنزَل فجَدَحَ له، ثم قال رسولُ اللهِ ﷺ:"إذَا أقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ ههنا" - وضرَبَ بيدِه نحوَ المشرقِ - "فَقَدْ أفْطَرَ الصَّائمُ"(٢).
حدَّثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ الوهابِ، قال: ثنا داودُ، عن رُفَيعٍ، قال: فرَض اللهُ الصيامَ إلى الليلِ، فإذا جاءَ الليلُ فأنت مُفطِرٌ، إن شئتَ فكُلْ، وإن شئتَ فلا تأكُلْ.
حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ الأعلَى، قال: ثنا داودُ، عن أبي العاليةِ أنه سُئِلَ عن الوصالِ في الصومِ، فقال: افترَض اللهُ على هذه الأُمةِ صومَ النهارِ، فإذا جاء الليلُ فإن شاءَ أكَل وإن شاءَ لم يأكُلْ.
حدَّثني يعقوبُ، قال: حدَّثني ابنُ عُلَيَّةَ، عن داودَ بنِ أبي هندٍ، قال: قال أبو العاليةِ في الوصالِ في الصومِ، قال: قال اللهُ: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾. فإذا جاء الليلُ فهو مُفطِرٌ، فإن شاءَ أكلَ وإن شاء لم يأكُلْ (٣).
حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا ابنُ دُكينٍ، عن مِسعرٍ، عن قتادةَ، قال: قالت عائشةُ: ﴿أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾. يعني أنها كرِهَتِ الوصالَ (٤).
(١) الجدح: أن يحرك السويق بالماء ويخوض فيه حتى يستوي. النهاية ٢/ ٢٤٣. (٢) أخرجه البخاري (١٩٤١، ١٩٥٥، ١٩٥٦، ١٩٥٨، ٥٢٩٧)، ومسلم (١١٠١) من طرق عن الشيباني به. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ٨٣، ٨٤، عن إسماعيل ابن علية به بنحوه. (٤) أخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ٨٣ من طريق مسعر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٠٠ إلى عبد بن =