يقولُ: إذا أدْرَكَك رمضانُ فلا تسافِرْ فيه، فإن صُمتَ فيه يومًا أو اثنين ثم سافرتَ فلا تُفطِرْه، صُمْهُ (١).
حدَّثنا ابنُ المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن عَمرِو بنِ مُرّةَ، عن أبى البَخْترىِّ، قال: كنا عند عَبيدةَ فقرَأ هذه الآيةَ: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ قال: مَن صام شيئًا منه في المصرِ فلْيَصُمْ بقيتَه إذا خرَج. قال: وكان ابنُ عباسٍ يقولُ: إن شاءَ صامَ، وإن شاءَ أفطرَ (٢).
حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الوهابِ، وحدَّثنى يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عُليَّةَ، قالا جميعًا: ثنا أيوبُ، عن أبى يزيدَ، عن أمِّ ذَرَّةَ (٣)، قالتْ: أتيتُ عائشةَ في رمضانَ، قالت: من أين جئتِ؟ قلتُ: من عند أخى حُنينٍ. قالت: ما شأنُه؟ قلتُ: ودَّعْتُه يريدُ يرتحِلُ. قالت: فأقرئيه السلامَ ومُرِيه فلْيُقِمْ، فلو أدرَكنى رمضانُ وأنا ببعضِ الطريقِ لأَقَمْتُ له (٤).
حدَّثنا هنّادٌ، قال: ثنا إسحاقُ بنُ عيسى، عن أفلحَ، عن عبدِ الرحمنِ، قال: جاءَ إبراهيمُ بنُ طلحةَ إلى عائشةَ يسلِّمُ عليها (٥)، قالت: وأين تريدُ؟ قال (٦): أرَدتُ العمرةَ. قالت: فجلَستَ حتى إذا دخَل عليك الشهرُ خرجتَ فيه! قال: قد خرَج
(١) ذكره ابن حزم في المحلى ٦/ ٣٧١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٩١ إلى عبد بن حميد. (٢) أخرجه ابن أبى شيبة ٣/ ١٨ عن غندر به نحوه، وأخرجه البيهقى ٤/ ٢٤٦ من طريق شعبة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٩١ إلى عبد بن حميد. (٣) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "درة". (٤) أخرجه ابن أبى شيبة ٣/ ١٩ عن عبد الوهاب به، وأخرجه عبد الرزاق (٧٧٦٤) عن معمر عن أيوب به بنحوه -وفى إسناده سقط-، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٩١ إلى عبد بن حميد. (٥) بعده في الأصل: "ثم". (٦) في الأصل: "قالت".