حدثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، قال: أخبرني قيسُ ابنُ سعدٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ في قولِ اللهِ: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾ قال: المودَّةُ (١).
حدثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾: أسبابُ الندامةِ يومَ القيامةِ، وأسبابُ المُواصَلَةِ التي كانت بينَهم في الدنيا يَتَواصَلون بها، ويَتخالُّون (٢) بها، فصارتْ عليهم عَداوةً يومَ القيامةِ ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾:[العنكبوت: ٢٥] ويَتَبَرَّأُ بعضُكم مِن بعضٍ (٣). وقال اللهُ: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: ٦٧] فصارتْ كلُّ خُلَّةٍ عداوةً على أهلِها، إلا خُلَّةَ المتقين.
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾ قال: هو الوَصْلُ الذي كان بينَهم في الدنيا (٤).
وحُدِّثتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾. يقولُ: أسبابُ (٥) النّدامةِ (٦).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٧٨ (١٤٩٢)، والحاكم ٢/ ٢٧٢ من طريق أبي عاصم به، وصححه الحاكم، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٦٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٢) في م، ت ١، ت ٢: "يتحابون". (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٦٦ إلى عبد بن حميد والمصنف. (٤) تفسير عبد الرزاق ١/ ٦٥. (٥) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الأسباب". (٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٧٨ عقب الأثر (١٤٩٦) من طريق ابن أبي جعفر به.