حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابنُ يمانٍ، عن أشعثَ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ في قولِه: ﴿إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ﴾. قال: تحتَ خَدِّ إبليسَ (١).
وقال آخرون: هو جُبٌّ في جهنمَ مفتوحٌ. ورَوَوْا في ذلك خبرًا عن رسولِ اللَّهِ ﷺ.
حدَّثنا به إسحاقُ بنُ وهبٍ الواسطيُّ، قال: ثنا مسعودُ بنُ موسى بن مُشْكانَ الواسطيُّ، قال: ثنا نصرُ (٢) بنُ خزيمةَ الواسطيُّ، عن شعيبِ بن صفوانَ، عن محمدِ بن كعبٍ القرظيٍّ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قال:"الفَلَقُ جُبٌّ في جهنمَ مُغَطًّى، وأما سجِّينٌ فمفتوحٌ"(٣).
وقال بعضُ أهلِ العربيةِ (٤): ذكَروا أن "سجين" الصخرةُ التي تحتَ الأرضِ. قال: ونرَى (٥) أن "سجين" صفةٌ مِن صفاتِها؛ لأنه لو كان لها اسمًا لم يُجرَ. قال: وإن قلتَ: أجريتُه لأنى ذهبتُ بالصخرةِ إلى أنها الحَجَرُ الذي فيه الكتابُ. كان وجهًا.
وإنما اخترتُ القولَ الذي اخترتُ في معنى قولِه: ﴿سِجِّينٍ﴾؛ لما حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا ابنُ نُميرٍ، قال: ثنا الأعمشُ، قال: ثنا المنهالُ بنُ عمرٍو (٦)، عن
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٨٨) من طريق يحيى بن يمان. (٢) في م: "نضر". (٣) ذكره ابن كثير في تفسيره (٨/ ٣٧١) عن المصنف، وقال: وقد روى ابن جرير في ذلك حديثا غريبا منكرا لا يصح، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٣٢٥) إلى المصنف. (٤) هو الفراء في معاني القرآن (٣/ ٢٤٦). (٥) في م، ت (٢) ت (٣): "يرى". (٦) في ت (٢)، ت (٣): "عمر".