واختَلَف القرأةُ في قراءة ذلك، فقرأَته عامةُ قرأةِ المدينة:(ربُّ السمواتِ والأرضِ وما بينَهما الرحمنُ) بالرفع في كليهما (١). وقرَأ ذلك بعضُ أهلِ البصرةِ وبعضُ الكوفيين: ﴿رَبِّ﴾ خفضًا، [و ﴿الرَّحْمَنِ﴾ كذلك خفضًا (٢). وقرَأه بعضُ قرأةِ مكةَ وعامةُ قرأةِ الكوفةِ:(ربِّ) خفضًّا] (٣)، و (الرحمنُ) رفعًا (٤). ولكلِّ ذلك عندَنا وجهٌ صحيحٌ، فبأيِّ ذلك قرَأ القارئُ فمصيبٌ، غيرَ أن الخفضَ في "الربِّ" القريه مِن قولِه: ﴿جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ﴾. أعجبُ إليَّ، وأما (الرحمنُ) بالرفعِ، فإنه أحسنُ؛ لبعدِه مِن ذلك.
وقولُه: ﴿الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا﴾ يقولُ تعالى ذكرُه:
(١) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر. ينظر النشر ٢/ ٢٩٧. (٢) وهى قراءة ابن عامر وعاصم ويعقوب. المصدر السابق. (٣) سقط من: م. (٤) وهى قراءة حمزة والكسائى وخلف. المصدر السابق.