ونصَب ﴿كِتَابًا﴾؛ لأن في قولِه: ﴿أَحْصَيْنَاهُ﴾ مصدرَ "أَثْبَتْنَاه وكتَبْناه"، فكأنه قيل: وكلَّ شيءٍ كتَبْناه كتابًا.
وقولُه: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾. يقولُ جلَّ ثناؤه: يقالُ لهؤلاء الكفارِ في جهنمَ إذا شرِبوا الحميمَ والغَسَّاقَ: ذُوقوا أيُّها القومُ مِن عذابِ اللهِ الذي كنتم به في الدنيا تُكَذِّبون، فلن نَزيدَكم إلا عذابًا على العذابِ الذي أنتم فيه، لا تخفيفًا منه ولا تَرَفُّهًا.
وقد حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا ابنُ أبى عديٍّ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ، عن أبي أيوب الأزديِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: لم تَنْزِلْ على أهلِ النارِ آيةٌ أَشدُّ مِن هذه: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾. قال: فهم في مزيدٍ من العذابِ أبدًا (٢).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾. قال: فهم في مزيدٍ من العذابِ أبدًا.
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾: ذُكِر لنا أن عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو كان يقولُ: ما نزلَت على أهلِ النارِ آيةٌ أشدُّ منها: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾. فهم في مزيدٍ من اللهِ أبدًا.
(١) ينظر الكشف ٢/ ٣٥٩، والنشر ٢/ ٢٩٧. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٣٣١ عن قتادة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٠٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.