هارونَ، قال: سألتُ أبا عمرو بن العلاء عنها، فقال: ﴿بَرِقَ﴾ له بالكسر، بمعنى: حارَ. قال: وسألتُ عنها عبد الله بن أبي إسحاق، فقال:(برق) بالفتح، إنما برق [الحَنْظَلُ اليابس، وما برق البصرُ؟! قال: فذكرتُ ذلك لأبى عمرٍو فقال: إنما يَبْرُقُ الحَنْظَلُ](١) والنارُ والبرقُ. وأما البصرُ فبرق عند الموت. قال: فأخبرتُ بذلك أبا (٢) إسحاق، فقال: أخَذتُ قراءتي عن الأشياخ؛ نصر بن عاصم وأصحابه. فذكرت ذلك لأبى عمرو، فقال: لكنى لا آخُذُ عن نصرٍ ولا عن أصحابه. كأنه يقولُ: آخُذُ عن أهل الحجاز (٣).
وأولى القراءتين في ذلك عندَنا بالصواب كسرُ الراء: ﴿فَإِذَا بَرِقَ﴾. بمعنى: فَزِع فشُقَّ وفُتِح من هول يوم (٤) القيامة وفزَع الموت. وبذلك جاءت أشعارُ العرب، أنشَدني بعض الرواة عن أبي عُبيدة للكلابيِّ (٥):
لما أتاني ابنُ صُبَيحٍ راغِبًا … أعطيتُه عيْساء (٦) منها فبرق
وحُدِّثتُ عن أبي زكريا الفرَّاءِ، قال (٧): أنشدني بعضُ العرب (٨):
(١) في ص، ت ١، ت،٢ ت ٣: "الحنظل". وفى م: "الخيطل". وينظر التبيان ١٠/ ١٩٢. (٢) في ص، م، ت ١، ت،٢ ت ٣ "ابن أبي". وهو عبد الله بن أبى إسحاق، أبو إسحاق. تهذيب الكمال ١٤/ ٣٠٥. (٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٣٠٢ مختصرًا إلى قوله: "حار". (٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٥) في ص، ت ٢: (الكلابى). وهو الأعور بن براء الكلابى، كما في تهذيب إصلاح المنطق ص ٧٥، والبيت في مجاز القرآن ٢/ ٢٧٧ ورواية الشطر الثاني فيه: أعطيته عيسًا صهابًا فبرق وينظر تفسير القرطبي ١٩/ ٩٦. (٦) في الأصل: "عيناء". (٧) معاني القرآن ٣/ ٢٠٩. (٨) هو طرفة بن العبد. ديوانه (صلة الديوان) ص ١٨١، ١٨٢.