حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابنُ عُليةَ، عن أبى رَجاءٍ محمدٍ، قال: قلتُ للحسنِ: يا أبا سعيدٌ، ما تقولُ في رجلٍ قد اسْتَظْهَر القرآنَ كلَّه عن ظهرِ قلبِه فلا يقومُ به، إنما يُصَلِّي المكتوبةَ؟ قال: يَتَوَسَّدُ القرآنَ! لعَن اللهُ ذاك. قال: قال الله جلَّ ذكرُه للعبدِ الصالحِ: ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ﴾ [يوسف: ٦٨]. ﴿وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ﴾ [الأنعام: ٩١]. قلتُ: يا أبا سعيدٍ، قال اللهُ: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾! قال: [نعم، ولو خمسين آيةً](١).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن عثمانَ الهَمْدانيِّ، عن السديِّ في قولِه: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾. قال: مائة آيةٍ (٢).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن ربيعٍ، عن الحسنِ، قال: من قرَأ مائةَ آيةٍ في ليلةٍ، لم يُحاجَّه القرآنُ (٢).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن كعبٍ، قال: مَن قرَأ في ليلةٍ مائة آيةٍ، كُتِب من القانتين (٣).
وقولُه: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: علم ربُّكم أيُّها المؤمنون أن سيكونُ منكم أهلُ
(١) في الأصل: "لو مائة آية". والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٨٥ عن المصنف وفيه: خمس آيات. (٢) ذكره القرطبي في تفسيره ١٩/ ٥٣. (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "العابدين". والأثر أخرجه الدارمى ٢/ ٤٦٤ من طريق الأعمش به، وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٥٠٧ من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن ضمرة، عن كعب، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٦/ ٤ من طريق أبي راشد الحراني، عن كعب مطولًا.