حدَّثنا محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ جلَّ وعزَّ: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ﴾. قال: دعا داعٍ، ﴿بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾. قال: يَقَعُ فى الآخرةِ. قال: وهو قولُهم: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾ (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾. قال: سأَل عذابَ اللهِ أقوامٌ، فبيَّن اللهُ على مَن يَقَعُ (٢)، على الكافرين.
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ قولَه: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ﴾. قال: سأَل عن عذابٍ واقعٍ. فقال اللهُ: ﴿لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾ (٣).
وأما الذين قرَءوا ذلك بغير همزٍ، فإنهم قالوا: السائلُ: وادٍ مِن أوديةِ جهنمَ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِ اللهِ: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾. قال: قال بعضُ أهلِ العلمِ: هو وادٍ في جهنمَ يقالُ له:
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٣/ ٢٩٦ من طريق الأعمش عن مجاهد، وذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٤٧ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٤ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر. (٢) فى ت ٢، ت ٣: "تهيج". (٣) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ٣١٦ عن معمر به.