حدَّثنى يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ فى قولِه: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾. قال: ثمانيةُ أملاكٍ (١). وقال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "يَحْمِلُه اليومَ أَرْبَعَةٌ، ويومَ القيامةِ ثمانيةٌ"(٢). وقال رسولُ اللهِ ﷺ:"إِنَّ أَقدامَهم لفى الأرضِ السابعةِ، وإنَّ مَناكِبَهم لخارِجةٌ من السماواتِ عليها العَرْشُ". قال ابنُ زيدٍ: الأربعةُ. قال: بلَغنا أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: "لمَّا خَلَقهم اللهُ قال: تَدْرُون لمَ خَلَقْتُكم؟ قالُوا: خَلَقْتَنا ربَّنا لما تشاءُ. قال لهم: تَحْمِلُون عَرْشى. ثم قال: سَلُونى مِن القُوَّةِ ما شِئْتُم أَجْعَلْها فيكم. فقال واحدٌ منهم: قد كان عَرْشُ ربِّنا على الماءِ، فاجْعَلْ فىَّ قوَّةَ الماءِ. قال: قَدْ جَعَلْتُ فيك قوَّةَ الماءِ. وقال آخرُ: اجْعَلْ فىَّ قوَّةَ السماواتِ. قال: قد جَعَلْتُ فيك قُوَّةَ السماواتِ. وقال آخرُ: اجْعَلْ فىَّ قُوَّةَ الأَرْضِ. قال: قد جَعَلْتُ فيك قُوَّةَ الأرضِ والجبالِ. وقال آخرُ: اجْعَلْ فىَّ قُوَّةَ الرياحِ. قال: قَدْ جَعَلْتُ فيك قُوَّةَ الرياحِ. ثم قال: احمِلُوا. فوضَعوا العرشَ على كواهِلِهم، فلم يَزولوا، قال: فجاء عِلْمٌ آخرُ، وإنما كان علمُهم الذى سأَلُوه القُوَّةَ، فقال لهم: قُولُوا: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ. فقالوا: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ. فجعَل اللهُ فيهم من الحَوْلِ والقُوَّةِ ما لم يَبْلُغْه عِلْمُهم، فحَمَلوا".
حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، قال: بلَغنا أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: "هم اليومَ أَرْبَعَةٌ -يعنى حَمَلةَ العَرْشِ- وإذا كان يومُ القيامةِ أَيَّدهم اللهُ بأَرْبعةٍ آخرين فكانوا ثمانيةً، وقد قال اللهُ: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ "(٣).
(١) ذكره القرطبى فى تفسيره ١٨/ ٢٦٦. (٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦١ إلى المصنف، وقال القرطبى فى تفسيره ١٨/ ٢٦٦: خرجه الماوردى عن أبى هريرة. (٣) ذكره الزيلعى فى تخريج الكشاف ٤/ ٨٤، ٨٥ عن المصنف، وقال القرطبى فى تفسيره ١٨/ ٢٦٦: ذكره الثعلبى.